ما هي محسنات الأداء وماذا يجب عليك أن تعرف عنها؟

ما هي محسنات الأداء وماذا يجب عليك أن تعرف عنها؟

عندما نتحدث عن محسنات الأداء فنحن لا نتحدث عن مكملات غذائية أو مواد تباع علناً لتحسين الأداء الرياضي. فكلمة محسنات الأداء آتية في الأساس من المصطلح الانجليزيPerformance Enhancing Drugs، وهو مصطلح صحيح علمياً يستخدم للتعبير عن جميع المواد محظورة الاستخدام في المجال الرياضي ان كان في فترة البطولات أو حتى خارج فترة البطولات. ولإعطائها الاسم بالشكل الصحيح فيجب تسميتها بالعقاقير المحسنة للأداء، ولكن من باب الاختصار تسمى بمحسنات الأداء. فجميع الأسماء الموجودة في لائحة المواد المحظورة للوكالة الدولية لمكافحة المنشطات تعتبر من محسنات الأداء، واستخدامها من الرياضين الخاضعين لفحص المنشطات قد يعرضهم لظهور عينة ايجابية في الفحص وبالتالي يتم معاقبتهم بالإيقاف لعدة سنوات.  ناهيك عن وجود نسبة كبيرة من تلك المواد التي قد تسبب مضاعفات صحية قد تصل للخطيرة والمهددة للحياة. 

اذاً لماذا تم ايجاد هذه المواد في الأساس اذا كانت فعلياً خطيرة وتسبب مشاكل صحية في جسم الانسان؟ كذلك لماذا تم حظر هذه المواد بالتحديد مقارنة بمواد أخرى؟ عندما نتحدث عن خطورة هذه المواد فيجب أن نعلم ان في العلم دائماً ننظر للاعبى مستوى من المخاطرة عند وضع توصية او الاحدث عن اي مواد، ماذا نعني بذلك؟ لنفرض لدنيا المادة (أ) وهذه المادة اذا كانت بتركيز ١ فليس منها اي ضرر على جسم الانسان، ولكن عند ارتفاع التركيز الى ٣ قد تحدث بعض الأعراض الجانبية البسيطة والتي يمكن التعامل معها ببساطة، ولنفرض تركيز المادة ارتفع الى ٦، في هذه الحالة الاعراض الجانبية قد تصبح خطيرة على الصحة، واذا وصلت الى ٩ في هذه الحالة فستصبح المادة (أ) خطيرة ومهددة للحياة.

اذاً السؤال هو هل المادة (أ) خطيرة؟ الجواب المنطقي هو لا! لماذا؟ لأن تركيز المادة هو الذي يحدد ضررها صحيح؟ نعم بالتأكيد، فتركيز ١ من المادة (أ) ليس كتركيز ٩ من نفس المادة من ناحية الأعراض الجانبية. ولكن للأسف في التوصيات لا نستطيع قول هذا الكلام، لماذا؟ بسبب أن ليس جميع الأشخاص لديهم هذا المستوى من الفهم، فقد يعتقد بقولنا ذلك أن المادة (أ) ليس لها أضرار ما دام هناك تركيز ليس له أعراض جانبية فبالتالي من الممكن ان يقوم بتناول كميات تهدد حياته بسبب جهله. لذلك من باب المهنية الأخلاقية دائماً نقول لأي مادة ما دام هناك احتمالية عالية في اساءة استخدامها بالذات ان كانت الأعراض الجانبية تبدأ بشكل عالي في الجرعات البسيطة فيجب دائماً أن نحذر من المادة في جميع الأحوال، وهذا ما ينطبق على أغلب أنواع محسنات الأداء، بسبب أن الأعراض الجانبية تبدأ في تراكيز قليلة جداً مباشرة وتزيد بشكل سريع مع كل زيادة طفيفة في تركيز الجرعة. ناهيك أن العديد من محسنات الأداء تكون مصنوعة في مصانع ذات جودة سيئة للغاية وبيئة رديئة على مستوى النظافة ومعايير الجودة، لذلك فرصة أن تكون ضارة هي عالية جداً بسبب رداءة التصنيع. 

ولكن الحقيقة ان كان الشخص متمكن في كمية الجرعات بدون تجاوز عشوائي وتعارض المواد وكيفية السيطرة على الأعراض الجانبية وقراءة ردة فعل كل جسم بشكل علمي ودقيق ستكون عرضته للمخاطر أقل بكثير، بشرط أن تكون جودة المواد وتصنيعها وفق معايير عالية. اذاً، ان كنا سنلخص فكرة الضرر، ما الذي يحدد ضرر المادة فعلياً؟ نوع المادة، كمية الجرعة، جودة التصنيع، فترة الاستخدام، تعارض بعض المواد، ردة فعل جسم الشخص، والتحكم في الأعراض الجانبية.

الآن علمنا جيداً لماذا يجب دائماً التحذير من هذه المواد، ولكن السؤال الأهم لماذا تم حظرها في المجال الرياضي؟

محسنات الأداء من اسمها نستطيع استيعاب انها مواد تقوم بزيادة أداء جسم الرياضي بشكل واضح، وهي لا تقتصر على الأداء الرياضي البدني فحسب، ولكن كذلك تحسين القدرة العقلية والذهنية والتركيز، زيادة الكتلة العضلية، تحسين القدرة القلبية التنفسية، وزيادة مستوى الاستشفاء.. الخ. وجميع هذه الصفات تعمل بشكل خارق مقارنة لقدرة جسم الانسان، فبالتالي استخدامها يعتبر غش، بسبب انها اعطي الجسم قدرات خارقة لا يمكن الوصول لها بشكل طبيعي بأي شكل من الأشكال. ولذلك ومن باب اللعب بنزاهة بدون غش تن حظر هذه المواد، وبشكل سنوي يتم عمل بعض التحديثات على قائمة المواد المحظورة فقد تكون بعض المواد غير محظورة هذا العام ولكن في العام المقبل تصيح محظورة، لذلك من المهم أن يبقى الشخص على اطلاع دائم. ونحن في عالم الظلام نقوم وبشكل سنوي بوضع التقرير بالتفصيل وباللغة العربية لكي يكون الجميع على اطلاع على القائمة من المواد المحظورة.

ولكن حظر هذه المواد ليس فقط من باب اللعب النزيه فحسب ولمن أيضاً حماية للرياضين من مخاطرها، بسبب حدوث بعض حالات الوفيات بسبب استخدام بعض المواد المحظورة في السابق. اذاً الوكالة الدولية لمكافحة المنشطات تم ايجادها لسببين السبب الأول لمنع وجود حالات غش وتلاعب، وللمحافظة على اللعب النزيه، أما السبب الثاني هو حماية للرياضيين من أخطار هذه المواد. ولكن السؤال الأهم هل هذا يعني أن جميع اللاعبين الذين يتم فحصهم ضد المنشطات ولا يجدون أي عينات تحتوي على مواد ممنوعة هم فعلياً لا يتناول محسنات أداء؟ الجواب بكل بساطة بالطبع لا، بل هناك نسبة عالية من نخبة الرياضيين يستخدمونها، ولكن يستطيعون التلاعب والتحايل على الفحوصات! كيف ذلك؟ يمكنك قراءة التفاصيل في هذا المقال حول التلاعب والتحايل على فحوصات المنشطات. 

في الختام، محسنات الأداء هي العائلة الكاملة للمواد المحظورة في عالم الرياضة، فالبعض يعتقد أن الهرمونات هي محسنات الأداء، ولكن الحقيقة أن الهرمونات جزء بسيط من هذه اللائحة الضخمة من المواد الممنوعة. محسنات الأداء لها أضرار قد تصل للخطيرة والمهددة للحياة، وهذا اعتماداً على عدة عوامل ذكرناها سابقاً، ولكن في النهاية الجرعة تحدد الضرر، ولكن من باب الحيطة والحذر يجب دائماً التحذير والتنويه عن المخاطر لإخلاء المسؤولية وهذه هي طريقتنا في عالم الظلام، نحن لا ندعوك للاستخدام بتاتاً ولا يمكن أن تجدنا في اي صفحة نذكر ذلك، ولكن الهدف توفير بيئة تعليمية عالية الجودة وذات ثقة عالية لجميع الباحثين عن كل ما يخص عالم محسنات الأداء. 

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *