عندما نتحدث عن محسنات الأداء فنحن نتحدث عن مواد ممنوعة ومحظورة في المجال الرياضي، واستخدامها يعتبر جريمة رياضية يتم المعاقبة عليها بالإيقاف الذي قد يمتد من بضع سنوات الى ايقاف مدى الحياة. لذلك يتخوف الكثير من الرياضيين من خوض هذه المخاطرة بالرغم من معرفتهم من أن محسنات الأداء ستقوم بتطوير كبير في قدرتهم البدنية. بالذات وأن طرق الفحص تعتبر عالية الدقة ويمكنها معرفة اي مادة محظورة داخل جسم الرياضي، ولكن في النفس نحن نعلم جيداً أن هنالك عدد كبير من الرياضيين في مختلف الرياضات يقومون باستخدام تلك المواد المحظورة، ولكن السؤال الأهم كيف يمكنهم تخطي هذه الفحوصات دون ظهور عينة إيجابية في فحص المنشطات.
هناك عدة طرق لذلك ودعوني أذكرها لكم:
١- استخدام مواد لا توجد في لائحة الوكالة الدولية لمكافحة المنشطات. كما ذكرنا سابقاً هناك مواد يتم تطويرها بشكل مستمر تزيد من الأداء الرياضي بشكل كبير للغاية، ولكن لم تتوفر هذه المواد الا للنخبة ولفئات معينة. لذلك لا يمكن كشفها في اي فحص لأنها ليست معروفة بعد، فيستطيع الرياضي استخدامها دون أن يتم كشفه في فحص المنشطات.
٢- استخدام مواد توجد حالياً في لائحة الوكالة الدولية لمكافحة المنشطات، ولكن التلاعب بتوقيت الكشف. حيث يلجأ الرياضيين في هذه الطريقة لمعرفة مدة بقاء المادة في الجسم (زمن الكشف) قبل كشفها في فحص المنشطات. فيقوم بأخذ مادة محظورة وهو على علم أن الفحص لن يكون قبل التوقيت المعين، فيقوم بتوقيت استخدام المادة ليتزامن خروجها من الجسم قبل وقت الفحص، فبالتالي يكون الرياضي اكتسب فائدة زيادة الأداء دون الكشف عنه.
٣- استخدام مواد توجد حالياً في لائحة الوكالة الدولية لمكافحة المنشطات، ولكن التلاعب بطرق الفحص. هناك أكثر من طريقة في ذلك، والطريقة الأخيرة هي الأكثر غرابة. الطريقة الأولى أن يقوم الرياضي بربط كيس في خصره مليء ببول ليس ببوله، وعند اعطائه عبوة العينة ليقوم بالتبول داخلها، يقوم بوضع انبوب مربوط بالكيس ثم صب البول داخله وكأنه هو من يتبول، ولكن تعتبر هذه طريقة قديمة وتم عمل بروتوكولات حديثة تضمن عدم حدوثها من خلال رفع القميص الى الصدر وانزال البنطال الى الركبة عند اعطاء العينة للتأكد من عدم وجود اي انابيب او اكياس يحملها الرياضي.
الطريقة الثانية هي أن يقوم الرياضي بوضع كمية بسيطة معه في يده او بين اظافره من بعض أنواع مواد التقنيع لكي يقوم بسكبها في البول عند تقديم العينة، وما تقوم به مواد التقنيع هو أنها تقوم بوضع قناع كيميائي من خلال عدم إبراز نتائج الفحص، ولكن أغلب مواد التقنيع تم كشفها في عذا الوقت، فهذه الطريقة ستكون غير مجدية في غالب الحالات اليوم، ولكن كانت فعالة للغاية سابقاً.
أما الطريقة الأخيرة والأكثر غرابة ورعب تم عملها في السابق ولا نعتقد ما تزال موجودة بكثرة، حيث يقوم الرياضي بضخ بول ليس ببوله عن طريق ملأه مباشرة في مثانته! لك أن تتخيل ذلك! وتسمى بعملية تبديل الزيت، حيث يتم تفريغ المثانة من البول تماماً ثم يتم استخدام انبوب قسطرة يدخل من فتحة القضيب مباشرة والى المثانة حيث يتم ضخ بول شخص آخر غير مستخدم للمنشطات، ففي حين جمع العينات يستطيع الرياضي تقديم عينة خالية تماماً من المنشطات!!! أنا أستعجب كيف لهم أن يتحملوا كل ذلك!
٤- التدخلات السياسية والمالية في التلاعب في الفحوصات. كما نعلم أن الرياضة قوة، وتتسابق الدول لفرض قوتها في مختلف الأصعدة، والرياضة ليست بصعيد مختلف. فتصرف الدول الملايين من أجل خوض غمار البطولات العالمية والأولمبية، وهم على استعداد لبذل الغالي والنفيس للوصول لمنصات التتويج. وهذا أمر معروف ومؤكد ان بعض الدول تتدخل فيها القوات السياسية لعدم فحص لاعبيهم أو التلاعب بالعينات وغيرها من السبل. فالقوة السياسية هي محرك رئيسي في عالم المنشطات، وأنا شخصياً رأيت ذلك بأُم عيني من بعض أصحاب القرار تجاه بعض الرياضيين.
القوة الثانية هي القوة المالية، بحيث يتم دفع رشوات اما لمسؤولين مختبرات الفحص، أو من ينقل العينات، أو حتى من يشرف على أخذ العينات. فبالتالي يحدث التلاعب عندما يتم طرح مبالغ مالية مغرية على الطاولة فيحدث الفساد في ذلك.
فهذه هي أبرز الطرق التي يتم من خلالها التلاعب بفحص المنشطات في المجال الرياضي دون الكشف عنهم بنتائج ايجابية.
مؤسس ومحرر موقع عالم الظلام